بعد مرور اكثر من مائة يوم على حرب غزة … و مع استمرار العمليات العسكرية الوحشية من قبل دولة الكيان البغيض و سقوط المزيد من القتلى و الجرحى ….
و بعد أن تأكد العالم بأسره من صلف و غرور دولة الكيان مما جعلها في شبه عزلة خاصة و أنها لم تستطع حتى الآن حسم الأمور عسكريا و فشلها في تحقيق الأهداف التي أعلنت عنها منذ انطلاق عملياتها العسكرية برا و بحرا و جوا رغم الدعم الأمريكي و الغربي الهائل
فضلا عن تكبده خسائر كبيرة سواء على مستوى الأفراد أو العتاد …
بدات تلوح في الأفق بوادر حل يدعو إلى إقامة دولتين … هذا الحل تتبناه أمريكا
و ترى أنه سيكون نهاية للصراع الطويل …
في البداية كانت المعارضة شديدة من قبل «النتن ياهو» رئيس وزراء الكيان البغيض …
مما تسبب في حدوث أزمة ما بينه و بين الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي أصبح في موقف لا يحسد عليه و هو يستعد لخوض أصعب انتخابات أمريكية ….
لكن و من اتصال هاتفي تم بين الرجلين بعد قطيعة دامت أكثر من أسبوعين لاحظنا تغيرا و تبدلا في لهجة «النتن ياهو» … لدرجة أنه أعلن و للمرة الأولى أنه لا يمانع في إقامة الدولتين …
كما أوضح جو بايدن في لقاء صحفي أنه يوجد في العالم أكثر من نموذج لدول بدون جيوش …
أيضا بدأ الحديث وبقوة عن إعمار غزة تتولاه المملكة العربية السعودية شريطة إنهاء الحرب و التعهد بعدم تكرار تدمير غزة … مقابل التطبيع الكامل …..
و هنا نتساءل …
هل ستقبل حماس بإنهاء الحرب و إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح .. و ماذا سيكون دور الحركة في هذا الوضع الجديد ….
هل ستكون الدولة المقترحة دولة على كامل الأرض المحتلة في غزة و القطاع أم ستشمل ترتيبات أخرى تعيد أرضا اغتصبت منذ عام ٦٧
لا شك أن الموقف الصلب لمصر و معها الأردن ضد فكرة التهجير القسري كان عاملا حاسما في أن أمريكا تتبنى حل الدولتين …
اخيرا …
هل ستغير دولة الكيان البغيض قناعاتها و تقبل بدولة فلسطينية حتى و لو كانت منزوعة السلاح و تتخلى عن حلم تود تحقيقه بدولة ممتدة من النيل إلى الفرات وهل ستنسى لاءاتها التاريخية الثلاثة بخصوص استحالة إقامة سلام مع الفلسطينيين …
فدينيا .. إسرائيل تعتقد أنها شعب الله المختار .. و بالتالي فإن لها الحق في فعل ما تريد و قتما و كيفما تريد دون الالتفات إلى أحد ….
سلوكيا و نفسيا … و منذ الهليكوست …
أعطت إسرائيل نفسها الحق في فعل ما تشاء أينما ووقت ما تشاء و لا يحق لأحد الاعتراض عليها …
واقعيا … و من خلال ما تروجه و ما تعلنه على لسان قادتها وسياسييها على مر السنين منذ إعلان قيام دولتهم من أن الفلسطينيين لا يستحقون الحياة بل وصل الأمر و وصفهم بالحيوانات ….
يتبقى الموقف الفلسطيني … و هو موقف يدعو للرثاء ..
فالسلطة الفلسطينية ضاعت و أصبحت في موقف ضعيف وفقدت الكثير من تعاطف العرب والفلسطينيين لتخاذلها و عدم اتخاذها مواقف تخدم القضية الفلسطينية ..
هل تستطيع أن تتحمل قيادة دولة و هل يتقبل الفلسطينيون ذلك …
حماس و معها الفصائل المسلحة التي دعت وتبنت الكفاح المسلح و تحملت تبعاته من خسائر فادحة في الأرواح وحصار وتدمير وتخريب لكل مقومات الحياة …
هل ستقبل بحل الدولتين ..
و ماذا سيكون مصير قادتها و كل مقاتليها الأشداء …
و هل ستقبل إسرائيل و أمريكا دورا لحماس و الفصائل في منظومة الدولة الفلسطينية …
كلها أسئلة صعبة تحتاج إلى إجابة، خاصة و أن الوقت يمضي … والأرواح ما زالت تزهق والصراع في المنطقة يتسع و يطال الجميع …
و يهدد السلم العالمي بصورة لم يسبق لها مثيل
أعتقد أننا على أعتاب تغييرات دراماتيكية صعبة …